يسرنا ويسعدنا إدارة منتدى ( الحسن للتنمية البشرية ) أن نرحب بالاعضاء المنتسبين للمنتدى ونتمنى لهم إقامة طيبة بيننا ونرجوا من جميع الاعضاء التفاعل والمشاركة لنرتقي بالمنتدى الى اعلى المستويات باذن الله .. كما يسرنا ان نرحب بكل الزوار الكرام ونتمنى ان يحوز منتدانا على اعجابهم .. مع تحيات : أخوكم الحسن
عدد المساهمات : 683 نقاط : 1339 الدولة : تاريخ التسجيل : 06/04/2009
موضوع: المناهج(9) السبت يونيو 06, 2009 1:03 pm
الفصل الخامس ( الأساس الرابع : طبيعة المجتمع )
إن غاية التربية هى إعداد الفرد الإعداد الشامل المتكامل الذى يكفل له التفاعل والتكيف مع المجتمع الذى يعيش فيه بما يحقق خلافة الإنسان فى الأرض .
والتربية تعمل على تحقيق التوازن بين أهداف الفرد وأهداف الأمة ، قال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ، وقال تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهونن عن المنكر وأولئك هم المفلحون " ( آل عمران ) .
والأمة منظومة من العناصر بينها نسيج من العلاقات وكلما كان هذا النسيج قويا كانت الأمة على نفس الدرجة من القوة والوحدة .
أولا : العلاقة بين الحاكم والأمة
1 – مسئولية الحاكم تجاه الأمة :
أ – الحكم بين الناس ( بشرع الله ) : قال تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا " النساء 58 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت ، وإذا حكمت عدلت ، وإذا استرحمت رحمت " .
ب – أن يطبق القانون على الجميع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " البخارى ص21
جـ - احترام الملكية الخاصة للأفراد وحقوقهم المالية :
كتب ابن خلدون تحت عنوان ( الظلم مُؤذذنٌ بخراب العمران ) : " ...... وكل من أخذ ملك أحد أو غصبه فى عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع فقد ظلمه ووبال ذلك كله عائئئد على الدولة بخراب العمران " وقال :" ........ وأعظم من ذلك المتسلط على أموال الناس بشراء ما بين أيديهم بأبخس الأثمان ثم فرض البضائع عليهم بأرفع الأثمان على وجه الغصب والإكراه فى البيع والشراء " وقال الهرمزان حينما رأى عمر نائما :" عدلت فأمنت فنمت يا عمر " .
د - تطبيق الشورى :
إن مبدأ الشورى يعنى أن كل قرار ينسب للجماعة يجب أن يكون تعبيرا عن إرادة جمهو الجماعة أو مجموع أفرادها بشرط أن يتمتع الجميع بحرية كاملة فى المعارضة والمناقشة .
والشورى بالمعنى العام فى شريعتنا مبدأ قرآنى وأصل عام شامل لجيع شئون المجتمع ، إنها ليست مجرد مبدأ دستورى بل هى منهاج شامل وشريعة متكاملة .
والشورى :هى تقليب الآراء المختلفة واختبارها للتوصل إلى أفضلها والعمل به وهى شرعا : البحث عن الحق والصواب من خلال جهد بشرى ملتزم بمنهج الله ، يبتغى تحقيق التقوى بهذه الممارسة .
مشروعية الشورى : للشورى منزلة عظيمة فى الإسلام ، وهى طابع أعم وأشمل من الشروى السياسية فى حياة المسلمين ، إنه طابع الجماعة فى جميع حالاتها ، ولذا قال الله تعالى :" وال1ين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقاناهم ينفقون " الشورى 38 – فقد جاء هذا النص الكريم مكيًّا قبل وجود الدولة ، وسميت السوة باسم ( الشورى ) للدلالة على أهميتها العامة ، وكذلك يدل على ذلك قوله تعالى :" فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر " آل عمران 159 ، وانظر كيف أمضى الرسول – صلى الله عليه وسلم – الشورى فى غزوة أحد وهو يدرك ما وراءها من آلام وخسائر وتضحيات ، لأن إقرار المبدأ وتعليم الجماعة وتربية الأمة أكبر من الخسائر الوقتية . وهناك مواقف كثيرة – تدل على الشورى وأهميتها – فى حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – والخلفاء الراشدين – رضى الله عنهم .
أهمية الشورى :
(1)تحقيق صفةمن صفات المؤمنين " وأمرهم شورى بينهم " .
(2)الالتزام بواجب إسلامى " وشاورهم فى الأمر " .
(3)تحقيق المنهج الإسلامى .
(4)تعليم الجماعة وتربية الأمة وإعدادها لإدارة البشرية إدارة راشدة .
(5)تجنب التسلط والفردية فى اتخاذ القرارات المهمة .
(6)تقوية الثقة فى الإدارة وتنمية الولاء للجماعة .
(7)تحقيق وحدة الأمة وتماسكها وترابطها .
كيفية إجراء الشورى : اكتفت الشريعة بتقرير الشورى كمبدأ عام وتركت لأولياء الأمور فى الجماعة أن ييضعوا معظم القواعد اللازمة لتنفيذه ، لأن هذه القواعد تختلف تبعا لاختلاف الأمكنة والجماعات والأوقات ، بشرط أن لا يكون فى ذلك كله ضرر ولا ضرار بصالح الأفراد أو الجماعة أو النظام العام .
ومن هذه القواعد الساسية التى توجب الشريعة اتباعها فى تطبيق مبدأ الشورى :
(1)أن تكون الأقلية التى لم يؤخذ برأيها – أول من يسارع إلى تنفيذ رأ الأغلبية .
(2)أن تنفذ الأقلية رأى الأغلبية بإخلاص .
(3)ليس للأقلية مناقشة رأيا آخر اجتاز دور المناقشة ، أو تشكك فى رأى وضع موضع التنفيذ .
شروط يجب توافرها فيمن يمارس الشورى :
(1) إيمان صادق (2) علم بمنهج الله
(3) العلم المحيط بالموضوع الذى تدور حوله المناقشة .
(4) وضوح الهدف من الشورى .
(5) أن ييفهم أنه يمكن أن يكون الأصوب هو الرأى الذى تراه الأقلية ، فليس له ولا لغيره الاعتراض على نتيجة الشورى .
(6) أن يعلم أن مجال الشورى يمكن أن يضيق أو يتسع حسب الموضوعات المعروضة لأخذ الشورى عليها والظروف البيئية المحيطة بالجماعة .
بعض الأمور المتعلقة بالشورى :
(1)تكون الشورى فى أمور الدنيا والدين التى لا وحى فيها .
(2)يمكن تعيين أهل الششورى أو اختيارهم .
(3)الإمام ( الخليفة ) يجب أن يُبايع ( يأتى بالأختيار ) وأما من سواه من المسئولين فيجوز فيهم الأختيار أو التعيين وفقا للظروف .
2 – مسئوليات الأمة تجاه الحاكم :
أ - الطاعة : قال تعالى :" وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ، فإن تنازعتم فى شئ فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " النساء 59 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسمعوا واطيعوا – وإن أُمّر عليكم عبد حبشى – ما أقام فيكم كتاب الله " مسند أحمد .
ب – نصرة الحاكم : حبه ، والدعاء له ، والدفاع عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوه بالسيف أو فاقتلوه " البخارى .
جـ - النصيحة للحاكم : قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر " .
د – محاسبة الحاكم : قال رجل لعمر رضى الله عنه :" والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا " ، فردّ الفاروق :" الحمد لله الذى جعل فى أمة محمّد – صلى الله عليه وسلم – من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه " .