يسرنا ويسعدنا إدارة منتدى ( الحسن للتنمية البشرية ) أن نرحب بالاعضاء المنتسبين للمنتدى ونتمنى لهم إقامة طيبة بيننا ونرجوا من جميع الاعضاء التفاعل والمشاركة لنرتقي بالمنتدى الى اعلى المستويات باذن الله .. كما يسرنا ان نرحب بكل الزوار الكرام ونتمنى ان يحوز منتدانا على اعجابهم .. مع تحيات : أخوكم الحسن
عدد المساهمات : 683 نقاط : 1339 الدولة : تاريخ التسجيل : 06/04/2009
موضوع: الاسلام ومفاهيم الجودة (2) الأربعاء يونيو 10, 2009 9:45 am
وما نجده على أرض الواقع أن أكثر الدول إستهتارا بالإتفاقيات المتعلقة بهذا الامر هي الدول المتقدمة التي تحقق المكاسب على حساب دماء الشعوب وصحتها، فالتلوث الحاصل على الشواطئ اللبنانية وتسميم منابع المياه على سبيل المثال، وصناعة القنابل على شكل ألعاب أطفال كان نتيجة لفعل أقل ما يقال فيه أنه همجي مستهتر بالثروة الطبيعية والبيئة وقبل كل ذلك الإنسان، ليستغل الآلة العسكرية دون ضوابط، وفوق كل ذلك يبقى على الضحية أن تحاول إزالة الآثار قدر الإمكان دون إلزام دولي بالعمل على إزالة آثار هذا الفعل العدواني من الفاعل نفسه بل وفرض غرامات وتعويضات عليه، إلا أن الأمر على أرض الواقع مختلف، فالمعتدي خارج دائرة المساءلة بل إن مبرراته العدوانية تلبس لبوس الأخلاق في تصريحاته المضللة وبالتالي فإن خروجه من دائرة المساءلة سيدفع به إلى الإستمرار دون رادع في أفعاله تلك بل وأكثر تماديا منها بأنانية ولاأخلاقية غير مسبوقة.
إن المثال السابق هو مثال بسيط عما تعاني منه الإنسانية اليوم ومرده وجود فجوة واضحة بين المعايير الخاصة بالجودة وغيرها والتي تضبط طبيعة العمل الإنساني والاخلاق، إلا أنها تخلو من إلزام أخلاقي ذاتي، وقد بينا أن ديننا الحنيف قد تجاوز ذلك وقدم نموذجا فريدا في التعامل مع الإنسان وكل ما يحيط به من موارد وإحتياجات .
وإن مقاصد التشريع الاساسية هي حفظ حاجات الإنسان الخمس وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وتفويت ذلك على الناس يندرج في باب الظلم الذي يستحق المحاسبة والمساءلة.
إن نظاما يراعي حقوق الإنسان وإحتياجاته في الدنيا والآخرة وفي السلم والحرب، ولا سبيل لإزدواجية في المعايير بين المسلم وغيره بل جميع الناس شركاء في الإنسانية ولهم الحق بان يعاملوا بعدالة وأن تحفظ لهم حاجاتهم الأساسية.
إن هذا المبدا المنسجم مع العدالة والأخلاق يحتاج لمن يعمل على إبرازه لا طمسه ضمن مصالح وفهم متفاوت .لدينا في هذا الدين من القوعد الفقهية، والتشريعية، والإنسانية ما يؤهلنا للخروج بمعايير أكثر إلزامية وأخلاقية إذ لا يمكن لمن يتبنى هذه المبادئ والتشريعات أن يخرج عن الأطر التي تُسيج العلاقات الإنسانية والأفعال، وتجعل لها خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها وإن تم فإن مبدأ المحاسبة موجود وغير مستثنى حتى وإن كان المتجاوز هو أمير المؤمنين، وبذلك يحقق الفكر الإسلامي المطبق سماتا معيشية من شأنها أن تضرب نموذجا يحتذى في زمن غابت به العدالة لتقتصر على من يجرؤ أكثر على تجاوز القواعد الأخلاقية.
يقول الدكتور أحمد الحصري :" لنا مبادئ حكيمة في الأخلاق وأنواع العبادات وقواعد صالحة في نظام الأسرة وتربية الناشئة وأسسا متينة لإحكام روابط الإجتماع، فسن من القوانين في المعاملات والجنايات وعلاقات الدول بعضها ببعض ما هو كفيل باقرار السلام والأمن في الأرض" .