يسرنا ويسعدنا إدارة منتدى ( الحسن للتنمية البشرية ) أن نرحب بالاعضاء المنتسبين للمنتدى ونتمنى لهم إقامة طيبة بيننا ونرجوا من جميع الاعضاء التفاعل والمشاركة لنرتقي بالمنتدى الى اعلى المستويات باذن الله .. كما يسرنا ان نرحب بكل الزوار الكرام ونتمنى ان يحوز منتدانا على اعجابهم .. مع تحيات : أخوكم الحسن
عدد المساهمات : 683 نقاط : 1339 الدولة : تاريخ التسجيل : 06/04/2009
موضوع: الاسلام ومفاهيم الجودة (1) الأربعاء يونيو 10, 2009 9:44 am
يتبادر للذهن عند الحديث عن الجودة، تلك الدول الناشطة في هذا المجال وحجم ما حققته من سمعة لمنتجاتها، بالإضافة إلى العائد على الدخل القومي من جراء التصدير، ويبدو أن ذلك تجاوز المصطلح ليكون مترافقا مع تطبيق عملي للإيمان الواضح بأهمية جودة المنتج والخدمة أحدهما أو كلاهما معا بحسب ما تقدمه المؤسسة، وقد تحدث في الجودة وكتب كثير من العلماء الرواد، ولكن المقلق في الأمر أن الدول بدأت تتخطى حد الثقافة في هذه المسألة إذ أصبحت مسألة مفروغ منها في سبيل تحسين المنتج والخدمة بما يلبي رغبات العملاء ورضاهم، إلا أننا وللأسف في كثير من دول العالم النامي بحاجة إلى تثقيف ووعي جماهيري ليرتقي المستهلك بذوقه ولا يقبل ما دون الخدمة والمنتج عالي الجودة بالإضافة للسعر المناسب، إذ لا سبيل للمجازفة بصحة المواطن والتي تعد على رأس الأولويات في إستهلاك موازنة الدول، والتفكير المتوازن والدراسات تدعونا لإعادة النظر في مسألة التثقيف التي نقصدها في سبيل دعم مقاطعة المنتجات التي تخلو من عنصر الجودة وتلبية حاجة الجمهور، إذ أن السعر حاليا أصبح آخر ما تفكر به المؤسسات العالمية وأصبح على رأس أولوياتها جودة منتجاتها وخدماتها.
وبينما نجد بعض مؤسسات البيع المفرق تستغل أولوية المواطن في اهتمامه بالسعر نجدها تعرض بضاعة تخلو من الجودة ضمن المقاييس العالمية إرضاء لأولوية الزبون في الإهتمام بالسعر أولا وأخيرا، إذ يغفل عن صحته وصحة عائلته على المدى البعيد ومدى الإنعكاس السلبي على توفيره المادي، إذ أن ما ينفقه على صحته وصحة عائلته يفوق بكثير ما ترتب على اعتماده سعر المنتج بغض النظر عن جودته عند ممارسته لعادة الشراء .
حث الإسلام على إتقان العمل، وذلك من باب تحسين الجودة قال عليه الصلاة والسلام :
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ومحبة الله تعالى أمر يتطلع إلى الفوز به كل من يستوعب أمر الخلافة على الأرض ومفهوم الميلاد والموت، فهو غاية مطلب المؤمن ولذلك فإن الطريق إليه أمر يستحق العناء، وفي الحديث الشريف ما يعرِِِف الطريق إلى الفوز بمحبة الله ألا وهو إتقان العمل، وبينما تضيع هذه المفاهيم بل تبقى في زوايا ضبابية أثناء نقلنا لمفاهيمنا الدينية للآخر من أطفالنا وزملائنا وحتى أنفسنا، إذ أن نظرة غالب الدعاة هي لتعليم الأركان والفرائض دون النظر إلى المعايير الواجب توافرها قبل أن يقوم المسلم بأداء عبادته وعمله سواء الديني أو الدنيوي.
ما يعزز الإلتفات لهذا الأمر، أمر الجودة المتمثلة في إتقان العمل بالمفهوم الديني للكلمة وكذلك أمور أخرى هو أن الغرب قد إلتفت إلى جودة الأعمال والمنتجات التي يقوم بها أصحاب الأعمال وهم بذلك يحققون أرباحا طائلة، من خلال كسبهم لثقة المستهلك وغايتهم من ذلك هو إرضاء المستهلك بشتى الوسائل الممكنة ومن أهمها عنصر الجودة ، وبينما يسعون هم لذلك نجد أن المسلم مطالب بذلك دينيا من باب الأمانة التي يجب ان تتوافر في كل ما يقوم به الإنسان وبذلك يكسب محبة الله تعالى والرزق الحلال، إلا أن الواقع عكس ذلك فاغلب الدول التي لا تنطبق عليها معايير الجودة العالمية هي من منطقتنا الإسلامية للأسف وبذلك أضعنا أمران الأول: محبة الله تعالى، والثاني المكسب المادي المتنامي.
إن ربط العمل بمفاهيم التعبد يجعل المسلم في سعي حقيقي من أجل إتقانه إذ أن محاسبته ليست أمرا دنيويا عابرا فحسب بل هي أمر من الصعب تجاوزه، وعلى المسلمين اليوم أن يضيفوا هذا الفهم للمفاهيم الدولية الحالية من خلال التطبيق العملي، والبعد عن كل ما يسيء إلى صناعتهم وإنجازاتهم وخدماتهم وحتى في دعهمهم لبعضهم البعض، فالمعايير الدولية للجودة ينقصها بعد أخلا قي ملزم، والبعد الأخلاقي الملزم لا يتأتى في عالم يلتزم به البعض ويختل عن القاعدة البعض الآخر ليفلت من دون عقاب ويحقق المكاسب على حساب الأبعاد الأخلاقية والإنسانية.ففي المعايير الدولية للجودة هناك معيار خاص بالمحافظة على البيئة خالية من الملوثات وصالحة للأجيال القادمة
اسماء مشرفة منتدي الكمبيوتر والانترنت
عدد المساهمات : 121 نقاط : 141 العمر : 35 العمل : طالبة الدولة : تاريخ التسجيل : 03/12/2009