يسرنا ويسعدنا إدارة منتدى ( الحسن للتنمية البشرية ) أن نرحب بالاعضاء المنتسبين للمنتدى ونتمنى لهم إقامة طيبة بيننا ونرجوا من جميع الاعضاء التفاعل والمشاركة لنرتقي بالمنتدى الى اعلى المستويات باذن الله .. كما يسرنا ان نرحب بكل الزوار الكرام ونتمنى ان يحوز منتدانا على اعجابهم .. مع تحيات : أخوكم الحسن
وجدير بالإنسان في عالم استوحش فيه الحق على هذا النحو أن يجتهد في تحريه، وأن يلتزم الأخذ به، وأن يرجع إليه كلما بعّدته التيارات عنه
وهذا ما ندعو به في كل صلواتنا::"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" الفاتحة 6،7
وينقل عن ديل كارنيجي قوله : (إننا قلّما نُعنى بالحقائق، وإذا حدث أن حاول احدُنا استخلاص الحقائق فإنه يتصيّد منها ما يعضّد الفكرة الراسخة في ذهنه ولا يبالي بما ينقضها، أي أنه يسعى إلى الحقائق التي تسوّغ عمله، وتتسِق مع أمانيه، وتتفق مع الحلول السطحية التي يرتجلها.
فما العلاج؟ العلاج أن نفصل بين عاطفتنا وتفكيرنا، وأن نستخلص الحقائق المجردة بطريقة محايدة).
والخطوة التالية لجمع الحقائق استشعار السكينة التامة في تلقّيها، وضبط النفس أمام ما يظهر محيّراً أو مروّعاً منها،
(6) علمٌ أثمَرَه العمل
وقد جاء عن أحد التابعين: (كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم بالعمل بها)
إن العمل يحيي القلوب بالمعرفة اليقظة الدافعة.
والعلم الذي ينشأ عن العمل هو الملكة التي يستنير بها المرء، ويعرف منها مواقع أقدامه في دروب الحياة المتشابهة.
وينقل عن ديل كارنيجي (إن التعلم عمل إيجابي لا سلبي، ونحن نتعلم حين نعمل، فإذا أردتَ أن تستفيد من النصائح المبذولة في تضاعيف هذا الكتاب – أو أي كتاب – فجرّبها، واعمل بها، وطبّقها في كل فرصة تسنح لك.
فإنك – إن لم تفعل هذا – فسوف تنسى ما لُقِّنْتَه سريعاً ).
إن المعرفة التي نستخدمها هي وحدها التي تعلق بأذهاننا
(7) آفات الفراغ
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ) البخاري
قال الشافعي في أسس التربية هذه الكلمة الرائعة: (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل)
إذا لم تَدُر في حركة سريعة من مشروعات الخير والجهاد والإنتاج المنظّم لم تلبث أن تنهبها الأفكار الطائشة، وأن تلُفّها في دوامة من الترهات والمهازل وأفضل ما تصون به حياة إنسان أن ترسم له منهاجاً يستغرق أوقاته، ولا تترك فرصة للشيطان أن يتطرق إليه بوسوسة أو إضلال. وتوزيع التكاليف الشرعية في الإسلام منظور فيه إلى هذه الحقيقة، ألاّ يُترك للنفس فراغ يمتلئ بالباطل، لأنه لم يمتلئ من قبل بالحق.
( لا تَدَع التوافِهَ تغلبُك على أمرك
(إن الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات، وهي الموبقات يوم القيامة ) الطبراني
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلكنه، وإن رسول الله صلي الله عليه وسلم ضرب لهنّ مثلاً كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعُود، والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سواداً، فأجّجوا ناراً، فأنضجوا ما قذفوا فيها)
مسند أحمد
يشير رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله" لا يَفْرِكْ – لا يكره – مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر" مسلم
وقد اكد الخبراء ان معظم حالات الطلاق كان سببها التوافه.
ويقول ديل كارنيجي (إننا غالباً ما نواجه كوارث الحياة وأحداثها في شجاعة نادرة وصبر جميل، ثم ندع التوافِهَ بعد ذلك تغلبنا على أمرنا)
والمرونة في مقابلة الشدائد بعض آثار الإيمان والرشد.
وحريٌّ بالرجل الذي يدع العاصفة تمر أن يحسن التغلب عليها بعد أن تكون حدّتها قد انكسرت.
وهذه المرونة دلالة تأدّب مع الله وسكينة في ملاقاة قدره
لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء. ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد) وفي رواية: (مثل المؤمن كمثل الخـامـة من الزرع تُفيئُها الريح تصرعها مرة وتَعْدِلُها أخرى حتى تهيج – أي تقوى وتنضح -. ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذّبة على أصلها لا يفيئها شيء – لا تميل مع ريح لصلابتها – حتى يكون انجعافُها مرة واحدة) البخاري – أي – انكسارها).
وهذه المرونة في ملاقاة الواقع البغيض قد تكلّفك الابتسام له، وحمل النفس على حسن استقباله، لا لأنك تودّ بقاءه، بل تخفيفاً من شدة الضيق به
قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) الترمذي
وفي هذا يقول (ديل كارنيجي) كلاماً حسناً:
(عليك أن تختار واحداً من شيئين: إما أن تنحني حتى تمر العاصفة بسلام، وإما أن تتصدى لها متعرضاً بذلك للهلاك.
دكتور (رينولد تايبر) الأستاذ بمعهد الاتحاد الديني بنيويورك:
هبْني اللهــم الصبـر والقدرة لأرضى بمــا ليس منه بــدّ وهبنـي اللهم الشجاعة والقوة لأغيّر ما تقوى على تغييره يـد وهبنـي الله السـداد والحكمـة لأميّز بيــــن هـــذا وذاك