نصيحة من قلب مجرب

التوبة. . . أتعلمون ماذا تعني التوبة ؟؟؟!!! لماذا حين نسمع التوبة يقع الذهول في نفوسنا مشوبا بالعظمة ؟؟؟!!!
التوبة هي عودة الضعيف إلى القوي و هو يعلم انه بحاجته, و عودة المخطئ إلى المقوم لأنه يعلم حاجته للصواب, و عودة المحبوب لحبيبه لحاجته لحبه و وده.

كثيرا ما نرى صور للتوبة تحدث أمامنا, فالطفل الذي يخطئ و يعود لامه هو تائب, محتاج لحنانها, الأخت الصغرى حين تغضب في وجه أختها الكبرى ثم تعود هي أيضا تائبة,محتاجه لمحبة أختها, و الصديق الذي يخطئ بحق صديقه ثم يعود إليه أيضا تائب, لأنه يحتاج وده. فالتوبة هي العودة لأجل المشاعر الطيبة التي يحتاج إليها كل شخص منا.


فالعودة و الاعتراف بالخطأ لا تكون لأي احد , فقط تكون لأولئك الذين نعلم أنهم يحبوننا و يريدون لنا الخير , و هم دائما على استعداد لتحملنا و توجيهنا للصواب.

هنا يأتي سؤالي ..... من احن عليك من أمك ؟؟؟؟ من أحق بودك من صديقك ؟؟؟ من اعز عليك من أخوك ؟؟؟؟ طبعا من يعطيك أكثر من هؤلاء يستحق أن يكون أولا !!!


تأمل في الله و حبه لك .... تأمل كيف انه زرع حب أمك لك و جعله فطريا فيها ....
و أحاطك برباط متين من الحب تتلقاه من أناس كثر, أتحسب حبهم منك ؟؟؟
لا انه من الله و من عنايته بك, فهو أصل كل حب و محبة و ود, فهو الودود الرحمن الرحيم .و قد نحب أناسا للكلمة الطيبة فقط ... أتعلم ماذا فعل لك الله ؟؟؟

تأمل قوله تعالى : (و سخر لكم مافي الأرض جميعا) يااااااه أهناك حب لهذا الحد ؟؟؟؟ سخر لك الملكوت, و لو كان أحدا من البشر يملكه و الله ما أعطاك منه شيء .....

أتعلم ماذا فعل أيضا ؟؟؟ !!! لقد ادخر لك 99 جزءا من الرحمة ليوم يتخلى فيه عنك كل الأحباب .... فلا مال و لا بنون و لا صاحب و لا اهلون , إلا هو .انه بهذا يقول لك: انه في أصعب يوم و في اليوم الذي يتخلى فيه الأحبة هو فقط يكون معك و يرحمك و يعينك .... إلي إلي عبدي فالي إلي المصير و إلي إلي المآل, فأين تفر هاربا مني؟؟؟أنا خالقك و رازقك و راحمك فلا تبتعد عبدي .....





فلماذا الخوف من التوبة ؟؟!!!

إنها لذة الرجوع لمن يحبنا و نعلم بتقصيرنا تجاهه , فعد أيها العاصي إلى ربك , فهو مشتاق لك أكثر من شوق الأم الرءوم لوليدها و يفرح بك أكثر من فرح الأم الحنون لرجوع وليدها للأحضان.
عد أيها العاصي بصدق.... عد بدموع منهمرة يصهر معها مافي القلب و النفس من اشواك خلفتها الذنوب , و غبار راكمه الجفاء و البعد عن الله ...

لا تظن يا قارئ السطور أن التوبة للعاصي الذي مرتكب الكبائر ..... بل هي لك و لي أيضا قبلك .... فتوبوا الى الله جميعا ايه المؤمنون لعلكم ترحمون .......