دعوة فاسمعيها.....

تعالوا إلي و اسمعوا ندائي,
تعالوا إلي و اسمعوا دعوتي,
أطلقها بملأ فيهي,
تعالوا و اسمعوا و عوا .....


أيها المحب الذي هجرك حبيبك,
أيها المحب الذي غدرك حبيبك,
أيها الخالي بلا حبيب ,
أيها المحب لأي شيء في الوجود . . .
تعالوا إلي جميعا و انتبهوا . . .

إني ادعوكم اليوم لحب آخر ,
طعمه ليس كأي طعم ,
أثره ليس كأي أثر,

و كم حبيب أحب المحبوب و تركه محبوبه بالجروح و الآلام!!

, و كم حبيب غدره محبوبه و تركه كسير القلب يعاني الأسى!!

و كم من مستمع لهذا و ذاك و يتمنى أن يجرب الحب, يسمع عن الحب و يريد أن يجربه, فيبحث عن ذلك الحبيب .....



مازلت أناديكم جميعا ..... ادعوكم لحب محبوب ليس كأي محبوب. أتتخيل أن هذا المحبوب يحبك ؟؟!!!


حبه لك موجود منذ بداية الخلق,

محبوب إذا أحببته حفظ لك قلبك و سلمه من كل شر,

محبوب كلما ارتقيت في حبه رفعك عنده و زاد في حبه لك, و ليس ذلك فحسب ...

بل تخيل أن ينزل عليك البركات و الكرامات و النعم ,

محبوب في حبه لذة لو عرفها قلبك و الله ما تجرا قلبك يوما أن يهجرها .....



ألا تسمعه كل يوم يناديك , في قلب الليل يناديك
((من يدعوني فاستجب له , من يستغفرني فاغفر له ))


أليس هذا هو الليل الذي تبيت فيه ساهرا تناجي محبوبك الآدمي !!؟؟
تبيت ليلك تحرقك نار الحب الآدمي؟؟!!


أما هو ... فانه حي لا يموت, يناديك في كل لحظة و يدعوك, لا يمل أبدا من هجرك و بعدك عنه ...


ألا تراه في جمال مخلوقاته يتجلى بجماله؟؟!!,

ألا تشعر برحمته و عفوه ينزل عليك و أنت عاص؟؟!!,

فما تزال تعصيه و مازال يرحمك و ينعم عليك . . .

ألا تشعر بستره لك في الليل و النهار؟؟!! ,

ألا تشعر في حفظه لك و حفظ النعم عليك ؟؟!!!


إن كل من أحب شيئا سوى الله كان حبه ناقص , لنقص ما أحبه,و لأنه أحب الشيء إما لمصلحة أو لتعويض نقص عنده أو لخفايا في نفسه.


أما حب الله فهو حب كامل لكمال المحبوب, و حب كامل لاستغناء المحبوب عنك و حاجتك إليه . . .
ألا تدرك أيها العاقل قولي ؟؟!! أم انك ممن قال عنهم:

((أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور))


إني من منبري هذا ادعوك و أدعو كل إنسان له قلب يعقل به, ادعوكم و اصرخ بأعلى صوتي, فمن لم يكن له قلب يعقل به, فها هو صوتي أعليه ليصل لأذنك, فلعلك تنتبه هنا لزاويتي و منبري. . .


(جرب الحب الكامل و استبدل به كل حب ناقص و عش لذة الحياة و لذة الدنيا, أسرع قبل أن يفوت عمرك و أنت ما تزال بين دمعة فراق و لوعة شوق لآدمي لن يغني عنك شيئا)