(وقل آمنت بالله ثم استقم)
اعلم أن الله سبحانه أمر عباده بالاستقامة وأمر نبيه بها (فاستقيموا إليه واستغفروه) وقال لنبيه: ( فاستقم كما أمرت) ووعد المستقيمين بجزيل الثواب، قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون* أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون) والاستقامة كلمة جامعة وهي: القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد. وهي تتعلق بالأحوال والأفعال والأقوال والنيات، فهي من جوامع الكلم، ولهذا لما جاء رجل إلى النبي(ص) وقال له يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا اسأل عنه احد غيرك، قال له (قل أمنت بالله ثم استقم). (لا تحزن واعرف إن الأشرار لا يريدون لك الخير)
اعلم أن صحبة الأشرار تلهي العبد عن طاعة الله لأنهم يصدونه عنه( تبارك وتعالى)، ويقعدونه عن فعل الخيرات، ويلهونه عن التفكير في أخرته، ويشغلونه بالدنيا وزينتها، ويرغبونه فيها، وهذا حال أكثر الخلق فإنهم لا يريدون للعبد الخير، وذلك لأسباب: 1ـ الحسد الذي في أنفسهم. 2ـ رغبتهم في مشاركته إياهم في شرهم،فيكون مثلهم، عاصيا في الدنيا، خاسرا في الدنيا والآخرة. 3ـ رغبتهم في أن ينالوا من العبد مرادهم، ومن أمور لا ينالوها منه لو كان تقيا. ( لا تحزن واعلم أن ما قضاه الله لا بد أن يتم)
فالمؤمن يجب أن يكون مذعنا لقضاء الله تعالى وقدره ومؤمنا به إيمانا كاملا لأنه جزء أساسي من عقيدته، ويؤمن بالقضاء والقدر خيرا كان أو شرا، حلوا كان أو مرا، سعادة كانت أو شقاء، غنيا كان أم فقيرا، قال تعالى (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير). (لا تحزن واعلم ماذا تسال ربك)
لا شك أن العبد يسال الله كل شيء يحتاجه في أمر دينه ودنياه، لان الخزائن كلها بيده سبحانه وتعالى لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ويحب أن يسال ، فليسأله العبد كل شيء يحتاجه، ويهتم العبد اهتماما بالغا بالأمور المهمة العظيمة التي فيها السعادة الحقيقية، ومن أهم ذلك تسعة أمور هي: 1ـ سؤال الله الهداية والسداد. 2ـ سؤال الله المغفرة لجميع الذنوب. 3ـ سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار. 4ـ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة. 5ـ سؤال الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة. 6ـ سؤال الله الثبات على دينه. 7ـ سؤال الله دوام النعمة والاستعاذة به من زوالها. 8ـ الاستعاذة بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء. 9ـ سؤال الله صلاح الدين والدنيا والآخرة .................................................................................................