كلانا على خير

ذكر ان الشافعي رحمه الله تناظر يوما مع احد العلماء حول مسأله فقهيه عويصه فاختلفا و طال الحوار حتى علت اصواتهما و لم يستطع احدهما ان يقنع صاحبه و تغير وجه الرجل و غضب فلما انتهى المجلس و توجها للخروج التفت الشافعي الى صاحبه و اخذ بيده و قال الا يصح ان نختلف و نبقى اخوانا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


كان الفضيل بن عياض و عبد الله بن المبارك صاحبين لا يفترقان و كانا عالمين زاهدين
و مضت الايام فخرج عبد الله بن المبارك للقتال و الرباط في الثغور و بقى الفضيل بن عياض في الحرم يصلي و يتعبد
و في يوم رق فيه القلب كان الفضيل جالسا يتعبد في الحرم فاشتاق لصاحبه ابن المبارك و تذكر اجتماعهما في مجلس الذكر فكتب الفضيل الى ابن المبارك يدعوه الى المجئ و التعبد و الاشتغال بالذكر و قراءة القران
فلما قرأ ابن المبارك الكتاب اخذ رقعه و كتب الى الفضيل


يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
او كان يتعب خيلة في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم و نحن عبيرنا رهج السنابك و الغبار لاطيب
و لقد اتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في انف امرئ و دخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب

ثم قال
ان من عباده من فتح الله له في الصيام فيصوم ما لا يصوم غيره
و منهم من فتح له في قراءة القران
ومنهم من فتح له في طلب العلم
و منهم من فتح له في الجهاد
و منهم من فتح له في قيام الليل
و ليس ما انت عليه بأفضل مما انا عليه
و ما انا عليه ليس بأفضل مما انت عليه
و كلانا على خير
و هكذا انتهى الخلاف بينهما بهدوء و بكل بساطه
كلانا على خير