رفقًا بالرجال
أختى....
أكاد أسمع كلماتك الحزينة تتردد فى أذنى تهمسين بها: (بردت مشاعرنا، زوجى عزف عن البيت، أنا أتحمل كل المسئولية، وهو لا يتجاوب أو يشارك، لا يهتم بالتخفيف المعنوى، لم يعد رومانسيًّا، لم يعد يملأ أذنى بعذب الكلام، انحصرت اهتماماته فى وجبات طعامه ومواعيد عمله ونومه).
أختى …
كالعادة أقول لك وأردد بلا ملل، ابدئى بنفسك، غيرى الجو العام فى بيتك، أضفى عليه لمسة جمال، طابع مرح، وقبل كل ذلك: ركزى على الاحترام العملى بينك وبينه وبين أفراد أسرتك.
من الصعب أن تطالبى زوجك عند دخوله البيت -قادمًا من هموم العمل وحرارة الجو ومشكلات المرور- أن يقول لك: اشتقت إليك يا زوجتى الحبيبة، بل إذا دخل ليراك فى استقباله بالابتسامة، بالترحيب وبادرته أنت بالقول: لو تعلم كم كنا بانتظارك على أحرِّ من الجمر، فإنه حتمًا سينسى ما به وسيقبل عليكم، ويومًا ما سيقول :
اشتقت إليك يا زوجتى الحبيبة
عودى نفسك من اليوم على احترامه وملاطفته، فهو زوجك الذى أمرك الله بطاعته، علِّمى أولادك أن يُقَبِّلوا يديه، اسأليه عن أحوال عمله وادعى له بالتوفيق.. لا تكونى له ندًّا فى كل أمر، دعيه يحس بأهميته فى البيت، أشركيه فى الأمور الكبيرة، اطلبى منه النصيحة بصدد همومك، اشكريه على تعبه من أجلكم.
اهتمى بالدعاء لزوجك الحبيب، فله بفضل الله أكبر الأثر فى سعادتك الزوجية، ادعى له سرًّا وجهرًا عند دخوله وخروجه أمام الأبناء، وعلميهم الدعاء لوالدهم عقب صلاتهم، وسترين سريعًا انعكاس ذلك على نفسيتك ونفسية أولادك.
بادريه بحلو الكلام، استعملى معه كلمات التدليل، وتأكدى أنه سوف يبادلك عطاء بعطاء وتنتعش جنتك.
استغلى الفرصة المناسبة، وعبرى عن مدى حبك له والسعادة التى تحسين بها عندما يكون بجانبك.
ربما لا تحصلين على رد الفعل المتوقع من أول مرة، ربما أخطأت الوقت المناسب ولكن لا عليك، حاذرى اليأس، حاولى -دون إلحاح– مرة ومرات، فى أوقات متباينة؛ لأنك سوف تعلمينه كيف يعبر عن مشاعره فى خضم الحياة المزدحمة !!.
نعم تعلمينه، فالأمر ليس كما تعتقدين؛ لأنه لم يتغير من ناحيتك، بل غلبته الهموم والمشاغل، وصار يعتقد أن حديث المشاعر هو بقايا أيام كان البال فيها خاليًا.
فابحثى عن مفتاح قلبه أيتها المعلمة، وافتحيه لتنعمى وتسعدى فى جنتك !!.
.................................................................................................