( لا تحزن لان الدنيا لا تستحق الحزن)
مسكين من اطمأن ورضي بدار حلالها حساب، وحرامها عقاب، أن أخذه من حلال حوسب عليه، وان أخذه من حرام عذب به، ومن استغنى في الدنيا فتن، ومن افتقر فيها حزن، ومن أحبها أذلته، ومن التفت إليها ونظرها أعمته. (لا تحزن وفرغ خاطرك لما أمرت به)
ولا تشغله بما ضمن لك، فان الرزق والأجل قرينان مضمونان، فما دام الأجل باقيا كان الرزق أتيا، وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه فتح لك برحمته طريقا انفع لك منه.
(لا تحزن واعرف من تصاحب)
الإنسان مجبول على التقليد، والإقتداء بصاحبه وجليسه، والأرواح جنود مجندة، يقود بعضها إلى الخير أو إلى الشر، واقل نفع يحصل من الجليس الصالح انكفاف الإنسان بسببه عن السيئات والمساوئ والمعاصي، رعاية للصحبة ومنافسة في الخير وترفعا عن الشر والله الموفق. وقد ضرب النبي (ص) مثلين للجليس الصالح، والجليس السوء، عن أبي موسى الأشعري، (رضي) قال: قال رسول الله(ص) : (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك أما تشتريه وإما تجد ريحه، وكير الحداد بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة) (إياك والغفلة عن ذكر الله)
الذكر: هو أن تتخلص من الغفلة والنسيان، فتمجد الله وتقدسه وتثني عليه سبحانه بجميع محامده. لذلك صور لنا النبي المصطفى والرسول المجتبى الفارق بين الذاكرين والغافلين فقال : (مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت) (لا تحزن لان القناعة مفتاح النجاة )
أن القانع بعطاء الله تعالى هو الذي يعيش في مملكة الرضا، ولو يعلم الملوك ما عند هؤلاء القانعين من النعمة والراحة من السعادة والأمن لجالدوهم عليها بالسيوف، وتأمل معي كيف كانت حقيقة القناعة عند الرسول الله (ص) وهو الذي خيره ربه بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا فاختار العبودية والقناعة على الملك والجاه والسلطان وكما جاء في الحديث ،هذا هو الذي عرضت عليه الدنيا بأموالها وزخارفها وحريرها، وذهبها فاعرض جاهدا. ( لا تحزن لأنك مسافر إلى ربك )
اعلم أن الموفق من يغتنم الزمن فيصرفه في طاعة الله فلا تضيع من عمرك لحظة في غير قربة إلى الله عز وجل، ولذلك قال ابن عمر (رضي الله عنهما): اخذ رسول الله (ص) بمنكبي فقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر السبيل) وكان ابن عمر (رضي) يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك). (لا تحزن مادمت لا تغفل عن هذه الساعات)
وعن وهب بن منبه، قال: وجدت في حكمة داود: ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعات: 1ـ ساعة يناجي فيها ربه. 2ـ وساعة يحاسب فيها نفسه. 3ـ وساعة يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه، ويصرفونه عن عيوبه. 4ـ وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل، ويحمد، فان هذه الساعة عون لهذه الساعات، وفضل بلغة واستجمام للقلوب. .................................................................................................