القصة بطلها القائد نور الدين زنكي الكردي الذي قال عنه أبو الحسن بن الأثير في بيان فضل نور الدين على سائر الملوك: "قد طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام إلى يومنا هذا، فلم أرى بعد الخلفاءالراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه، قد قصر ليله ونهاره على عدل ينشره، وجهاد يتجهز له، ومظلمة يزيلها، وعبادة يقوم بها، وإحسان يوليه، وإنعام يسديه".
قال عبد الملك بن حسين الشافعي - في سنة سبع وخمسين وخمسمائة جَرَت الكائنة الغريبة وهي ما ذكره العلامة السيد نور الدين على السمهودي المدني في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لنور الدين السمهودي، ج2 ص648-650 وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبي الفلاح عبد الحي بن عماد الحنبلي، ج4 ص230-231، ونسبه أيضاً إلى المطري صاحب تاريخ المدينة. وقد نقل هذه الحادثة أيضاً كل من محمد علي حافظ في كتابه: فصول من تاريخ المدينة المنورة، ص28، وعنون له بقوله: "محاولة سرقة جسد الرسول عليه السلام" ، وغالي محمد الأمين الشنقيطي في كتابه: الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين ، ص76-79 وغيرهم من أهل العلم. وهذه القصة أقصها عليكم بالمعنى وليس حرفيا أنه وفي عهدالسلطان الصالح العابد محمود نور الدين زنكى رحمه الله حدثت حادثة غريبة
كان هناك مخططا من ملوك النصارى وهذا المخطط هو إخراج جثة النبي عليه الصلاة والسلام وإحراقها في أوروبا الصليبية بواسطة إثنان من النصارى المغاربة .جنّد الخبثاء لهذه المهمه الخطيره رجلين فانطلق الرجلين الخبيثين الى المدينه ولبسا زي المسلمين وأظهرا الورع والعباده وأكثرا النفقه على فقراء المدينه حتى أحبهم أهل المدينه حباً جما...
وذات ليله رأى السلطان الصالح محمود نور الدين زنكى النبي محمد عليه الصلاة والسلام في الرؤيا وأشار النبى للسلطان على رجلين أشقرين وقال له النبى عليه الصلاة والسلام (أنقذنى من هذين الرجلين يا محمود) فاستيقظ السلطان من نومه فزعاً فتوضأ وصلى ما شاء الله له أن يصلى ثم نام .
فجائه النبى صلى الله عليه وسلم فى الرؤيا للمره الثانية وأشار على نفس الرجلين وقال ( أنقذنى من هذين الرجلين يا محمود) فاستيقظ من نومه فزعاً فتوضأ وصلى لله ركعتين ثم نام .
فجائه النبى عليه الصلاة والسلام فى الرؤيا للمره الثالثة وأشار على نفس الرجلين وقال (أنقذنى من هذين الرجلين يا محمود) فاستيقظ السلطان فزعاً وقال والله لا نوم بعد الآن. لم يستطع نور الدين ان يغمض عينيه بعد المرة هذه مما أفزعه ودهاه
استدعى نور الدين وزيره الصالح التقى النقى الذى يقال له جمال الدين الموصلى وأخبره بما حدث فقال له الوزير الصالح ,
"إكتم خبر الرؤيا إكتم ما رأيت أيها السلطان وهيا أُخرج فورا الى مدينة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"فذهب السلطان على الفور وحمل أموالاً طائلةً فدخل الى المسجد النبوى فصلى لله ركعتين وسلم على النبى صلى الله عليه وسلم وجلس فى الروضة الشريفة الكريمه يفكر ماذا يصنع فقام الوزير الصالح جمال الدين الموصلى فقال :" أيها الناس لقد جاء السلطان الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوزع أموالا على كل فقراء المدينه وليسلم على كل أغنيائها وأشرافها وأهلها " وعزم هذا الوزير على جميع الفقراء بالحضور وعلى جميع أهل المدينه بالمجئ للسلام على السلطان .
لينظر السلطان الى وجوه القوم لعله يجد الوجهين اللذين أشار عليهما الصادق (صلى الله عليه وسلم ) فجاء الفقراء وجاء الأشراف والأغنياء ولم يجد هذا السلطان هذين الوجهين .
قال السلطان هل بقى أحد لم يأخذ
تفكروا وتدبروا فقال أحدهم :" يا مولاى السلطان لم يبقى والله أحد إلا رجلين صالحين زاهدين قد جاوروا الحجره النبويه الشريفه وهما من الاغنياء لا يحتاجان صدقه ولا مال من احد بل هما يكثران الصدقه على فقراء المسلمين" .
فاستبشر السلطان خيرا وقال عليا بهما فورا فجاء الرجلان !!!!!
فلما نظر اليهما بكى وقال اللهم صلى على محمد هما والله هما .....هما والله هما .
أين منزلكما ؟ فأخذهما السلطان وذهب بهما الى هذا المنزل وظل يدور فى البيت فلم يرى شيئا الا مصحفين وكتبا فى الرقائق وأموالا طائله فتعجب الرجل وظل ينبش فى كل شئ حتى رأى فى وسط الغرفه حصيرا فرفع الحصير فاذا تحته سردابآ يمتد الى القبر الشريف فنزل فيه وظل يمشى فى السرداب حتى وصل الى جدار الغرفه النبويه الشريفه ففزع الناس فزعا شديدا ....
حيث كانا هذين الرجلين فى كل ليله يحفرون سردابا تحت الأرض من الحجره التى يسكنون فيها الى جوار المسجد النبوى .
يحفرون هذا السرداب ويأخذون التراب ويلقونه فى بئر ماء حتى لا ينتشر ويظهر الأمر .......
ظل الخبيثان يحفران حتى وصلا الى جدار الحجره النبويه وفى الليله التى ضربوا فيها أول فأس فى الحجره النبويه الشريفه أبرقت السماء وأرعدت برقا ورعدا شديد...
ثم أمر السلطان بقتل هذين الرجلين على باب الحجره النبويه وهو يبكى لما اختصه الله لهذا الشرف العظيم . وأمر نور الدين زنكي ببناء سور حول القبور الشريفة بسور رصاصي متين حتى لا يجرأ أحد على استخدام هذا الأسلوب.
الا ترى أن رسول الله من أحفاد هؤلاء مازال مستهدف – أستحلفكم بالله ماذا أنتم فاعلون لنصرة الحبيب؟